عك و تدليس و نفاق و يقولك اصلاح

اللذين عميت ابصارهم و صمت آذنهم و خرست ألسنتهم ..ثم عادت لهم جميع الحواس عندما ملس عليهم الرئيس ببعض الكلمات فهبوا يطبلون و يزمرون و يتراقصون بهذه الكلمات لان الرجل كتر خيره تولى امرهم و فكر و اقترح و ألف و ناقش و وافق و قرر و سينفذ كل ما كانوا يحلمون به.
عندما قدم الرئيس مبارك رؤيته للتعديلات الدستورية تلقفتها الحكومة والاعلام و مجلس شعب و خلافه .. بالاحضان و القبلات ثم بثت سريعا في الابواق الحكومية المختلفه لتلميعها و وضعها بفتارين مزينة لعرضها على الناس ..-موسم انس الفقي-
الرئيس وحده هو الذي يُؤخذ بكلامة و بمقترحاته فلا يُلتفت لكونه رجل تعدى الحاجة و السبعين من عمره
لا تنظر و لا تسمع ولا تلتفت ايضا لأي مبادره حزب سياسي -غير الوطني- او اي من منظمات المجتمع المدني في تقديم اقتراحاتها منذ زمن بعيد لتعديل فقرات و مواد من الدستور ... فهم ولاد *** ولا بيفهموا حاجة... و الريس مش ابن *** و بيفهم .
و كما رأيت .. مشروع تعديل اللائحه الطلابيه ... وجدت ان هناك العديد من مشاريع تعديل اللائحة الطلابية و مقترحات مختلفه ابتداءً من اعضاء هيئة التدريس و منظمات المجتمع المدني و بعض الطلاب انفسهم ... فلا احد يلتفت لهذا الكلام الفارغ .. لكن انظر عندما يقوم احد من الحزب الوطني او الريس نفسه او نجله بطرح الفكره و ما يلاقيها من تهليل و تطبيل و كأنه فاتح مغوار..و فكر فيما لم يفكر فيه احد
و لكن , على اي اساس ضربت في نافوخ سيادته فكره التعديلات ... لا تقنعني انه جلس يفكر و يفكر و يعصر في دماغة ليقفز قائلا وجدتها انا هعدل الدستور و فضل سهران يفكر في كيفيه و صيغ التعديلات ! لن ابحث ايضا هل املاه عليه احد ام هو من افتكاسته ..و سواء هذا او ذاك فالتعديلات من وجهه نظر واحده فقط .. وجهه نظر الرئيس و حزبة و نجله و التي تصب في مصلحة رجال الحزب -ان وجد- و مصلحه نجله و مجموعه تريد فرض رأيها و السيطره على مجريات الامور.
ما ينقطني و يحرق دمي جمل تردد سواء من اتباع الحزب الوطني او الاعلام -التابع للحزب- او المستكينين.. مثل : المعارضة بتتبطر على النعمة , هما كانوا طايلين حاجة , مش يحمدوا ربنا
و كأن ولي النعم ورب العباد اشفق على عباده و انزل عليهم تشريع جديد لييسر عليهم حياتهم ... و من يرى ذلك فهو انسان جبان منافق .. فهذا الدستور كان لابد ان يعدل سواء في عصر هذا الرجل او في غيره ... و لكن بما ان الفرصة سنحت للتعديل ... فليكن تعديل و ليس تهريج و ترقيع لان هذا دستور دولة و له احترامه و ليس مجلد ميكي ولا كتاب نصوص للصف الثالث الاعدادي.
تعديل الدستور حق قديم.. و ليس للرئيس جميل علينا و تكرم منه لتقديم فكره تعديل مواده ... و انما يأخذ عليه ان يظل كل هذا -25عام- دون تفكير في تعديله او الأاخذ بالرأي الآخر

موضوع الاستفتاء لا احد يعلم هل سيتم الاستفتاء على الـ34 ماده حته واحده ام كل ماده على حدة ؟! و هل كل ماده لها عدة صيغ يتم الاختيار من بينهم .. ام صيغة واحده و الاختيار بـ نعم او لا ؟!
طبعا انا افضل وجود اختيارات متعدده لكل ماده ..و لو ان لا ينفع اي استفتاء في ذلك الوقت.
فكيف تقول استفتاء و ديموقراطية في ظل قانون الطوارئ و اعتقالات و ارهاب و تزوير و تدليس و كشوف ناخبين من ايام المماليك و حالة نفور المواطنين من المشاركة السياسية... كيف تطلب من المواطن الصالح الذي تريد فعلا ان تعرف رأيه بان ينزل للادلاء بصوته و هو يعلم انه ستهان كرامته إما بالبلطجة او التزوير ... كيف تطلب من فرد تمارس الدولة قمعها عليه طيلة الـ25 سنه ان يصبح مواطن حر مره واحده و هو يرى بعينه التنكيل و التعذيب و التزوير و البلطجة و التلفيق.
كيف لنظام فاسد لعشرات السنين يصبح مره واحده يحارب الفساد خلال كام شهر .. هل عندما يدعي مجرم انه يحارب الاجرام و يستنكر ما اقترفه من جرائم خلال سنوات ينصب زعيم للصالحين !
لابد من ازاحه هذا النظام كله بتزويرة و تلفيقه و كذبه و تنكيله و فساده و محسوبيته و رشوته و و و و